سوريتنا برس

لم تكن ظروف الحرب في مناطق المعارضة من قصف ومعارك وتدهور في الواقع الاقتصادي، لتقف عائقاً أمام حب السوريين للرياضة وفرحهم بها، وهو ما تجسد على أرض الواقع من خلال استمرار النشاطات الرياضية على مدار السنوات الماضية، التي أعقبت خروج الكثير من المناطق عن سيطرة النظام، وبلغت شعبية الرياضة أن أصبحت تحدياً للحصار وآلامه، وخاصة حين أقيمت مهرجانات رياضية في حي الوعر في أيار من العام 2016، وفي الغوطة الشرقية في تشرين الأول من العام نفسه.

 كرة القدم الأكثر شعبية

وشملت الأنشطة رياضات مختلفة، على رأسها كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية، حيث أقيمت العديد من الدوريات التي شاركت فيها فرق من مختلف مناطق المعارضة، رغم تصاعد الهجمات العسكرية وصعوبة التنقّل.

وقال رئيس الاتحاد السوري الحر لكرة القدم نادر الأطرش لــ سوريتنا: “أشرف الاتحاد السوري لكرة القدم خلال عامين على البطولات التصنيفية لكرة القدم في درعا وإدلب وأرياف حماة وحمص وحلب، وأنجز الدوري العام لكرة القدم لأندية الدرجة الأولى والثانية في محافظة إدلب، بالإضافة إلى عدد من بطولات الكأس الودية”.

وأضاف الأطرش “صادفتنا بعض المشاكل والاعتراضات على نتائج المباريات، ورغم ذلك بذل الزملاء في الاتحاد وفي اللجان الفنية جهوداً في حل أغلب الخلافات ضمن مختلف المسابقات”، مشيراً إلى أن “الأندية لا تمتلك استثمارات أو ملاعب، ومع ذلك يتم العمل ضمن الوسائل المتاحة لخروج المسابقات بالشكل الأفضل والأمثل”.

وشهدت دوريات كرة القدم التي أقامتها الهيئة العامة للشباب والرياضة في مناطق المعارضة، التزاماً من قبل الأندية المشاركة وإقبالاً غفيراً من الجماهير، وهو ما كان له دوراً في إعادة الحياة وخروج السكان من جو الحرب.

وقال عضو الاتحاد السوري لكرة القدم عبد العزيز دالاتي لــ سوريتنا: “الشغف الموجود عند الأندية واللاعبين، والموصول بالرغبة في النزول إلى الملاعب والدخول في مسابقات ونشاطات كروية فاق كل التصور، كما حصل في إدلب أو في مهرجان الغوطة الرياضي الأول، أو مهرجان الوعر الرياضي الثاني وبعض المسابقات الرمضانية لكرة القدم”.

الرياضات النوعية حاضرة أيضاً

ولم تكن كرة القدم هي الرياضة الوحيدة الحاضرة، وإنما كان هناك إقبالاً على الرياضات النوعية، والتي لها جمهور خاص، وعلى رأسها الفنون القتالية، حيث أطلقت الهيئة العامة للشباب والرياضة في أيلول الماضي، مشروع المراكز الرياضية للألعاب القتالية في ريف إدلب.

وضم المشروع ثلاثة مراكز لتعليم الفنون القتالية في ريف إدلب، لتدريب 250 طفلاً خلال شهرين، بإشراف عدد من المدربين والخبرات السورية في اختصاص المواي تاي والفنون القتالية.

وقال مدير المشروع صدام حميدي “تم افتتاح مراكز لهذا النوع من الرياضة نظراً لأهميتها، فالمواي تاي رياضة مهمة تعطي الجسم قوة كاملة وجمالية بالشكل”، مضيفاً أنه “تم توزيع الأطفال والمدربين على ثلاثة مراكز، حيث يضم مركز سرمدا وهو الأكبر 150 طفلاً، كما يضم كل من مركزي كفر دريان وترمانين 50 طفلاً”.

رياضة الجمباز كانت حاضرة أيضاً، حيث سعى الرياضي أحمد سواس لتدريب عشرات الأطفال والشباب في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب دون مقابل مادي، لتأهيلهم ودفعهم باتجاه المشاركة في بطولات على المستويين المحلي والدولي.

ويعمل السواس والذي يعد بطل الجمهورية سابقاً في رياضة الجمباز، على إعادة إحياء هذه الرياضة في مناطق المعارضة، بعد تهجيره من مدينة حلب إلى الريف الغربي، وكان هناك تجاوب من قبل الأطفال وحماس لتعلم هذه الرياضة.

وقال عضو الهيئة الفرعية للرياضة والشباب في حلب سابقاً عبد الطيف الفج: “انشغال بعض اللاعبين أو المدربين بتأمين الدخل، يلهيهم عن الالتزام بالتمارين والمباريات، مما يسبب تفاوتاً بين مستويات الأندية ونتائج المسابقات، في حين تحدى الآخرين كل الظروف المادية ومخاطر الحرب وواصلوا ممارستهم للأنشطة الرياضية”.

 

متفوقون في بلدان اللجوء

من جهة أخرى، لم يُشكل لجوء الكثير من السوريين عائقاً أمام مواصلة حلمهم في ممارسة رياضاتهم التي عشقوها في سوريا، وكانت لهم بصمةً واضحةً في مجال الرياضة في البلدان التي لجأوا إليها.

اللاعب السوري علاء غزال استبعده اتحاد رفع الأثقال التابع للنظام من المنتخب السوري لأسباب مجهولة، رغم حصوله على بطولة الجمهورية السورية لرفع الأثقال لثلاثة أعوام على التوالي، ورغم ذلك لم يفقد الأمل وهاجر إلى ألمانيا، وتفوق بشكل ملفت في الدوري الألماني لرفع الأثقال، ووصفته إحدى الصحف أنه من أفضل اللاعبين في الدوري.

كما حقق المنتخب الوطني للسباحة، الذي يتبع للهيئة العامة للرياضة والشباب، ثلاث ميداليات برونزية خلال مشاركته في بطولة قطر الدولية عام 2015، وحصل اللاعب الدولي أنس محمود في قطر على فضية بطولة المياه المفتوحة عام 2016.

كذلك حصد منتخب “الووشو كونغ” ميداليات وفيرة عام 2016، بحصوله على ست ميداليات (ذهبية وفضية وأربع برونزيات)، في بطولة البلقان منتصف عام 2016، وفي العام ذاته حصد منتخب سوريا الحر 13 ميدالية بينها خمس ذهبيات في بطولة “سامسون” الدولية في تركيا “للووشو كونغ فو”.

وفي الكاراتيه حقق “المنتخب السوري الحر”، ميدالية ذهبية عن طريق اللاعب علي البارودي، في بطولة أثينا الدولية الودية عام 2013، وحصلت السورية إلهام عبد الغفور على برونزية في البطولة نفسها، ثم عاد البارودي وحصل على برونزية في بطولة لوكسمبورغ الدولية عام 2016، وحصد لاعبون سوريون متضامنون مع الثورة السورية، ميداليات متنوعة مع أنديتهم في السويد وبلجيكا وألمانيا، أمثال: محمد نور شنن، وعمار أيوب، وزاهر السيد أحمد.

كما حصل 25 طفلاً سورياً في مدينة غازي عنتاب التركية على الحزام الأصفر لرياضة الكاراتيه، بعدما خضعوا لاختبار للأحزمة بحضور بطل العالم في رياضة الكاراتيه التركي عبد القادر اكورت.