كتب الزميل الاعلامي حسام خطاب ..
لاشك أن معظم من يقود أو يعمل أو
يتابع واقع الرياضة السورية الحرة، أدرك بعد ست سنوات من عمر الثورة السورية المباركة أهمية الرياضة في حياة الشعب السوري رغم بحور الأحزان المحيطة به، فقد أضحت الرياضة ممارسة أو متابعة هي القطاع الوحيد القادر على إخراج أهلنا في الداخل المحرر أو بلاد اللجوء والنزوح من حالة الحزن والألم المسيطر على المشهد العام لحياة هذا الشعب الذي ثار ضد الظلم والإستبداد.
المدرك أكثر لقيمة الحركة الرياضية في حياة الشعوب يعلم أكثر من غيره ماهي أسباب نجاح العمل الرياضي حتى في ظل قلة الدعم المادي، فالرياضة لها مقومات للنجاح أهمها العمل الجماعي، وإنتقاء الكوادر الفنية والإدارية القادرة على القيادة، ولا أحد يظن أن المال رغم أهميته هو العامل الأول للنجاح، على العكس تماماً ربما نحقق شرط وجود المال ولا نحقق التفوق الرياضي والأمثلة كثيرة، سأذكر بعضها سويسرا والصين مثلاً من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، أين هاتين الدولتين من التفوق الرياضي العالمي تحديداً في اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، فرغم تواجد المال والكوادر الإدارية هناك إفتقاد للمواهب.
مما سبق نستطيع القول أن الموهبة أولاً ثم العمل الإداري ثانياً ثم التوحد والعمل الجماعي ثالثاً ليأتي المال برأيي في المرتبة الرابعة كترتيب رغم أهميته كأولوية، فالمال بدون موهبة لا يصنع شيئ وخاصة في الألعاب التي تعتمد على الموهبة الفطرية ولا يمكن صناعتها، والمال والموهبة بدون عمل إداري جماعي سيضيع الجهود ويشتت الأفكار.
اليوم أصبحت الرياضة علم ومن أهم علومها العلم الإداري، والعمل الإداري نوعان اما مكتسب عن طريق دراسة وتجارب سابقة، واما مكتسب عن طريق خبرات إدارية أوصلت علومها لبعض الشباب ليقودوا المرحلة الرياضية الحالية، وهنا أضحك عندما أسمع أن أحدهم لم يسبق له العمل في أي مجال رياضي، يأتي ليدعي العلم الإداري الرياضي وبأنه ليس بحاجة للدراسة واكتساب الخبرة وليس بحاجة للخبرات الرياضية السابقة للاستفادة من تجاربها وخبراتها!!! وهنا أصاب بالذهول من هكذا عقليات بالية تحتاج للفرمتة قبل الدخول في العمل الرياضي المتطور.
في المرتبة الثانية لعدم التطور الرياضي، هو تشتت الجهود وكثرة التشكيلات الرياضية وكثرة الأندية في الداخل والخارج، أحتار وأفكر كثيراً كيف لجالية سورية موجودة في مدينة بتركيا مثلاً ولا يتجاوز عددها خمسين ألف نسمة تشكل أكثر من أربع إلى خمس أندية تتصارع فيما بينها على…. لا شيئ سوى فرض الأمر الواقع وإضاعة الجهود وتشتيتها وتشتيت الرياضيين بين زيد وعبيد، وأصاب بالذهول عندما أذكر أن مدينة مثل حلب التي وصل عدد سكانها مع الريف إلى سبعة ملايين نسمة لم يكن فيها من الأندية المنظمة والمعروفة ولها سمعتها أكثر من أربعة إلى خمسة أندية والباقي تكملة للعدد.
أحبتي الرياضيين السوريين الأحرار من يظن أنه خرج مطالباً بالحرية لأجل عمل ما يحلو له وتشكيل العديد من الأندية والأجسام الرياضية هنا وهناك دون علمية ودون الاستعانة بالعلوم الإدارية والخبرات فقد أخطأ طريق الحرية واتجه لطريق الأنانية، وهذا رأيي كأخ ناصح لاخوته العاملين في الحقل الرياضي في الداخل والخارج وأعتقد أنه من الضروري علينا:
- التقليل من الأجسام الرياضية وحصر الخبرات وعدم تشتيتها.
2-علينا فض النزاعات وإبعاد المتسلقين على أكتاف الرياضيين.
3 -علينا الاعتماد على مواردنا الذاتية وعدم انتظار الدعم الذي سيأتي حكماً بتوحدنا ونتائجنا القوية والجاذبة لرؤوس المال.
4- علينا الايمان بمفهوم العمل الجماعي ودمج الأجسام والأندية الرياضية في الداخل والخارج لتجميع المواهب والخبرات والخلاص من المتسلقين على أكتاف الأبطال.
واقعنا الرياضي يفرض علينا أن نكون يداً واحدة ليحالف النجاح مشاريعنا الرياضية وإلا سيكون الفشل الذريع محاصراً لنا من كل جانب وأراه إقترب من الكثير من الأجسام الرياضية والأندية التي ظنت نفسها ريال مدريد وبرشلونة فكان السقوط المدوي والتدمير بأيدي من بنى هذه الأجسام الرياضية قبل منافسيه.
“وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”
تعليقات الفيسبوك